18 May, 2011

بعد الخمسين - الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله


مقال للشيخ / علي الطنطاوي (رحمه الله)

نظرت في التقويم فوجدت أني أستكمل اليوم (23جمادى الأولى 1379هـ) اثنتين وخمسين سنة قمرية، فوقفت ساعة أنظر فيها في يومي وأمسي، أنظر من أمام لأرى ما هي نهاية المطاف، وأنظر من وراء لأرى ماذا أفدت من هذا المسير. وقفت كما يقف التاجر في آخر السنة ليجرد دفاتره ويحرر حسابه، وينظر ماذا ربح وماذا خسر. وقفت كما تقف القافلة التي جُنّ أهلوها وأخذهم السُّعَار، فانطلقوا يركضون لا يعرفون من أين جاؤوا ولا إلى أين يذهبون، ولا يهدؤون إلاّ إذا هدّهم التعب فسقطوا نائمين كالقتلى! وكذلك نحن إذ نعدو على طريق الحياة؛ نستبق كالمجانين ولكن لا ندري علامَ نتسابق، نعمل أبداً من اللحظة التي نفتح فيها عيوننا في الصباح إلى أن يغلقها النعاس في المساء، نعمل كل شيء إلا أن نفكر في أنفسنا أو ننظر من أين جئنا وإلى أين المصير! وجردت دفاتري، أرى ماذا طلبت وماذا أُعطيت.

طلبت المجد الأدبي وسعيت له سعيه، وأذهبت في المطالعة حِدّة بصري وملأت بها ساعات عمري، وصرّمت الليالي الطِّوال أقرأ وأطالع، حتى لقد قرأت وأنا طالب كتباً من أدباء اليوم مَن لم يفتحها مرة لينظر فيها! وما كان لي أستاذ يبصرني طريقي ويأخذ بيدي، وما كان من أساتذتي مَن هو صاحب أسلوب في الكتابة يأخذني باتّباع أسلوبه، ولا كان فيهم مَن له قدم في الخطابة وطريقة في الإلقاء يسلكني مسلكه ويذهب بي مذهبه . وما يسميه القراء أسلوبي في الكتابة ويدعوه المستمعون طريقتي في الإلقاء شيء مَنَّ الله به عليّ لا أعرفه لنفسي، لا أعرف إلاّ أني أكتب حين أكتب وأتكلم حين أتكلم منطلقاً على سجيتي وطبعي، لا أتعمد في الكتابة إثبات كلمة دون كلمة ولا سلوك طريق دون طريق، ولا أتكلف في الإلقاء رنّةً في صوتي ولا تصنّعاً في مخارج حروفي ... وكنت أرجو أن أكون خطيباً يهز المنابر وكاتباً تمشي بآثاره البرد ، وكنت أحسب ذلك غاية المنى وأقصى المطالب، فلما نلته زهدت فيه وذهبت مني حلاوته، ولم أعد أجد فيه ما يُشتهى ويُتمنّى.
وما المجد الأدبي؟ أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب وتقام لك حفلات التكريم؟ لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟ رأيت سراباً... سراب خادع، قبض الريح! وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم (أحلف لكم لتصدقوا) ما أقول إلاّ ما أشعر به.
وأنا من ثلاثين سنة أعلو هذه المنابر وأحتل صدور المجلات والصحف، وأنا أكلم الناس في الإذاعة كل أسبوع مرة من سبع عشرة سنة إلى اليوم، ولطالما خطبت في الشام ومصر والعراق والحجاز والهند وأندونيسيا خطباً زلزلت القلوب، وكتبت مقالات كانت أحاديث الناس، ولطالما مرت أيام كان اسمي فيها على كل لسان في بلدي وفي كل بلد عشت فيه أو وصلت إليه مقالاتي، وسمعت تصفيق الإعجاب، وتلقيت خطب الثناء في حفلات التكريم، وقرأت في الكلام عني مقالات ورسائل، ودرَس أدبي ناقدون كبار ودُرّس ما قالوا في المدارس، وتُرجم كثير مما كتبت إلى أوسع لغتين انتشاراً في الدنيا: الإنكليزية والأردية، وإلى الفارسية والفرنسية... فما الذي بقى في يدي من ذلك كله؟ لا شيء. وإن لم يكتب لي الله على بعض هذا بعضَ الثواب أكُنْ قد خرجت صفر اليدين! إني من سنين معتزل متفرد، تمر عليّ أسابيع وأسابيع لا أزور فيها ولا أزار، ولا أكاد أحدّث أحداً إلاّ حديث العمل في المحكمة أو حديث الأسرة في البيت.فماذا ينفعني وأنا في عزلتي إن كان في مراكش والهند وما بينهما مَن يتحدث عني ويمدحني، وماذا يضرني إن كان فيها من يذمني أو لم يكن فيها كلها مَن سمع باسمي؟ ولقد قرأت في المدح لي ما رفعني إلى مرتبة الخالدين، ومن القدح فيّ ما هبط بي إلى دركة الشياطين، وكُرِّمت تكريماً لا أستحقه وأُهملت حتى لقد دُعي إلى المؤتمرات الأدبية وإلى المجالس الأدبية الرسمية المبتدئون وما دُعيت منها إلى شيء، فألفت الحالين وتعوّدت الأمرين، وصرت لا يزدهيني ثناء ولا يهزّ السبُّ شعرةً واحدة في بدني. أسقطت المجد الأدبي من الحساب لما رأيت أنه وهم وسراب.
وطلبت المناصب، ثم نظرت فإذا المناصب تكليف لا تشريف، وإذا هي مشقة وتعب لا لذّة وطرب، وإذا الموظف أسير مقيِّد بقيود الذهب، وإذا الجزع من عقوبة التقصير أكبر من الفرح بحلاوة السلطان، وإذا مرارة العزل أو الإعفاء من الولاية أكبر من حلاوة التولية. ورأيت أني مع ذلك كله قد اشتهيت في عمري وظيفة واحدة، سعيت لها وتحرّقت شوقاً إليها... هي أن أكون معلماً في المدرسة الأولية في قرية حرستا، وكان ذلك من أكثر من ثلاثين سنة، فلم أنلها فما اشتهيت بعدها غيرها. وطلبت المال وحرصت على الغنى، ثم نظرت فوجدت في الناس أغنياء وهم أشقياء وفقراء وهم سعداء. ووجدتني قد توفي أبي وأنا لا أزال في الثانوية، وترك أسرة كبيرة وديوناً كثيرة، فوفّى الله الدين وربى الولد وما أحوج إلى أحد، وجعل حياتنا وسطاً ما شكونا يوماً عوزاً ولا عجزنا عن الوصول إلى شيء نحتاج إليه، وما وجدنا يوماً تحت أيدينا مالاً مكنوزاً لا ندري ماذا نصنع به، فكان رزقنا والحمد لله كرزق الطير: تغدو خِماصاً وترجع بِطاناً. فلم أعد أطلب من المال إلاّ ما يقوم به العيش ويقي الوجهَ ذلَّ الحاجة. وطلبت متعة الجسد وصرّمت ليالي الشباب أفكر فيها وأضعت أيامه في البحث عن مكانها، وكنت في سكرة الفتوة الأولى لا أكاد أفكر إلا فيها ولا أحن إلاّ إليها، أقرأ من القصص ما يتحدث عنها ومن الشعر ما يشير إليها.ثم كبرت سني وزاد علمي، فذهبت السكرة وصحّت الفكرة، فرأيت أن صاحب الشهوة الذي يسلك إليها كل سبيل كالعطشان الذي يشرب من ماء البحر وكلما ازداد شرباً ازداد عطشاً، ووجدت أن مَن لا يرويه الحلال يقنع به ويصبر عليه لا يرويه الحرام ولو وصل به إلى نساء الأرض جميعاً. ثم ولّى الشباب بأحلامه وأوهامه، وفترت الرغبة ومات الطلب، فاسترحت وأرحت.
وقعدت أرى الناس، أسأل: علامَ يركضون؟ وإلامَ يسعون؟ وما ثَمّ إلاّ السراب! هل تعرفون السراب؟ إنّ الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنّه عينٌ من الماءِ الزّلال تحدّقُ صافية في عينِ الشّمس، فإذا كدّ الرِّكاب وحثّ الصِّحابَ ليبلغه لم يلقَ إلاّ التراب. هذه هي ملذّات الحياة؛ إنّها لا تلذّ إلاّ من بعيد. يتمنّى الفقير المال، يحسب أنّه إذا أعطي عشرة آلاف ليرة فقد حيزت له الدّنيا، فإذا أعطيها فصارت في يده لم يجد لها تلك اللّذة التي كان يتصوّرها وطمع في مئة الألف ... إنّه يحسّ الفقر بها وهي في يده كما يحسّ الفقر إليها يوم كانت يده خلاءً منها، ولو نال مئة الألف لطلب المليون، ولو كان لابن آدم واديًا من ذهب لابتغى له ثانيًا، ولا يملأ عينَ ابن آدم إلاّ التراب. والشاعر العاشق يملأ الدنيا قصائد تسيل من الرّقة وتفيض بالشّعور، يعلن أنّه لا يريد من الحبيبة إلاّ لذّة النظر ومتعة الحديث، فإذا بلغها لم يجدهما شيئًا وطلب ما وراءهما، ثمّ أراد الزّواج فإذا تمّ له لم يجد فيه ما كان يتخيّل من النعيم، ولذابت صور الخيال تحت شمس الواقع كما يذوب ثلج الشّتاء تحت همس الرّبيع، ولرأى المجنون في ليلى امرأةً كالنساء ما خلق الله النساء من الطين وخلقها (كما كان يُخيّل إليه) من القشطة، ثمّ لَمَلّها وزهد فيها وذهب يجنُّ بغيرها! ويرى الموظّفُ الصغيرُ الوزيرَ أو الأميرَ ينزل من سيارته فيقف له الجندي وينحني له الناس، فيظن أنّه يجد في الرياسة أو الوزارة مثل ما يتوهّم هو من لذّتها ومتعتها لحرمانه منها، ما يدري أنّ الوزير يتعوّد الوزارة حتّى تصير في عينه كوظيفة الكاتب الصغير في عين صاحبها. أوهام ... ولكننا نتعلّق دائمًا بهذه الأوهام!
وفكرت فيما نلت في هذه الدنيا من لذائذ وما حملت من عناء طالما صبرت النفس على إتيان الطاعة واجتناب المعصية، رأيت الحرام الجميل فكففت النفس عنه على رغبتها فيه، ورأيت الواجب الثقيل حملت فحملت النفس عليه على نفورها منه ، وطالما غلبتني النفس فارتكبت المحرمات وقعدت عن الواجبات، تألمت واستمتعت، فما الذي بقي من هذه المتعة وهذا الألم؟ لا شيء. قد ذهبت المتعة وبقي عقابها وذهب الألم وبقي ثوابه. ولم أرَ أضلَّ في نفسه ولا أغشَّ للناس ممّن يقول لك: لا تنظر إلاّ إلى الساعة التي أنتَ فيها، فإنَّ ما مضى فاتَ والمؤمّل غيبٌ ولكَ السّاعةُ التي أنتَ فيها .. لا والله؛ ما فات ما مضى ولكن كُتب لك أو عليك، أحصاه الله ونسوه.والآتي غيب كالمشاهَد. وما مَثَل هذا القائل إلاّ كمَثَل راكب سفينة أشرفت على الغرق ولم يبقَ لها إلاّ ساعات، فما أسرع إلى زوارق النجاة إسراع العقلاء ولا ابتغى طوق النجاة كما يبتغيه من فاته الزورق، ولكنه عكف على تحسين غرفته في السفينة الغارقة يزين جدرانها بالصور ويكنس أرضها من الغبار، يقول لنفسه: ما دامت السفينة غارقة على كلّ حال فلِمَ لا أستمتع بساعتي التي أنا فيها؟ يُفسد عمرَه كله بصلاح هذه الساعة، وإذا عرض له العقل يسفّه عملَه فليضرب وجه العقل بكأس الخمر التي تعمي عينيه فلا يبصر ولا يهتدي، وإنّ من الخمر لخمرة المال وخمرة السلطان!
هذا مثال من يجعل هذه الدنيا الفانية أكبر همّه ويزهد في الآخرة الباقية، ولو عقل لزهد في الدنيا. لا يحمل ركوته وعصاه ويسلك البراري وحيدًا، ولا يقيم في زاوية ويمد يده للمحسنين؛ فإن هذا هو زهد الجاهلين، وهو معصية في الدين. إنّ الزهد الحق هو زهد الصحابة والتابعين، الذين عملوا للدنيا واقتنوا الأموال واستمتعوا بالطيّبات الحلال وأظهروا نِعَم الله عليهم، ولكن كانت الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، وكان ذكر الله أبدًا في نفوسهم وعلى ألسنتهم، وكانت الشريعة نبراسهم وإمامهم، وكانت أيديهم مبسوطةً بالخير، وكانوا لا يفرحون بالغنى حتى يَبطروا ولا يحزنون للفقر حتى ييأسوا، بل كانوا بين غنيٍّ شاكر وفقيرٍ صابر. ومَن يحصل المال وينفقه في الطاعة خيرٌ ممّن لا يحصل ولا ينفق بل يسأل ويأخذ، ومن يتعلّم العلم ويعمل به خيرٌ ممّن يعتزل الناس للعبادة في زاويةٍ أو مغارة، ومن يكون ذا سلطانٍ ومنصب فيقيم العدل ويدفع الظلم خيرٌ ممّن لا سلطان له ولا عدل على يديه ...وليست العبادة أن تصفّ الأقدام في المحاريب فقط، ولكن كلّ معروفٍ تسديه إن احتسبته عند الله كان لك عبادة، وكلّ مباحٍ تأتيه إن نويت به وجه الله كان عبادة؛ إذا نويت بالطعام التقوّي على العمل الصالح وبمعاشرة الأهل الاستعفاف والعفاف وبجمع المال من حِلّه القدرة به على الخير، كان كلّ ذلك لك عبادة، وكلّ نعمة تشكر عليها وكلّ مصيبة تصبر لله عليها كانت لك عبادة.
والإنسان مفطورٌ على الطمع، تراه أبدًا كتلميذ المدرسة؛ لّما بلغ فصلاً كان همّه أن يصعد إلى الذي فوقه. ولكن التلميذ يسعى إلى غاية معروفة إذا بلغها وقف عندها، والمرء في الدنيا يسعى إلى شيءٍ لا يبلغه أبدًا؛ لأنه لا يسعى إليه ليقف عنده ويقنع به بل ليجاوزه راكضًا يريد غايةً هي صورةٌ في ذهنه ما لها في الأرض من وجود! وقد يُعطى المال الوفير والجاه الواسع والصحة والأهل والولد، ثمّ تجده يشكو فراغًا في النّفْس وهمًّا خفيًّا في القلب لا يعرف له سببًا، يحسّ أنّ شيئًا ينقصه ولا يدري ما هو، فما الذي ينقصه فهو يبتغي استكماله؟ لقد أجاب على ذلك رجلٌ واحد؛ رجلٌ بلغ في هذه الدنيا أعلى مرتبة يطمح إليها رجل: مرتبة الحاكم المطلق في ربع الأرض فيما بين فرنسا والصين، وكان له مع هذا السلطان الصحة والعلم والشّرف، هو عمر بن عبد العزيز الذي قال: "إنّ لي نفسًا توّاقة، ما أُعطيت شيئًا إلاّ تاقت إلى ما هو أكبر: تمنّت الإمارة، فلمّا أعطيَتها تاقت إلى الخلافة، فلمّا بلغتها تاقت إلى الجنّة"! هذا ما تطلبه كلّ نفس؛ إنّها تطلب العودة إلى موطنها الأوّل، وهذا ما تحسّ الرغبة الخفيّة أبدًا فيه والحنين إليه والفراغ الموحِش إن لم تجده.
فهل اقتربتُ من هذه الغاية بعدما سرت إليها على طريق العمر اثنتين وخمسين سنة؟
يا أسفي! لقد مضى أكثر العمر وما ادّخرت من الصالحات، ولقد دنا السّفر وما تزوّدتُ ولا استعددت، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ولا زرعت، وسمعت المواعظ ورأيت العِبَر فما اتّعظت ولا اعتبرت، وآن أوانُ التوبة فأجّلت وسوّفت.
اللهمّ اغفر لي ما أسررتُ وما أعلنت، فما يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهمّ سترتني فيما مضى فاسترني فيما بقي، ولا تفضحني يوم الحساب


المصدر : 3eesho



مبروك للجزيرة بطولة الثنائية ..... ومزيد من التوفيق لمدرب اللياقة المصري سامح البنا





وتتوالي أفراح محبي نادي الجزيرة الإمارتي بالثنائية الأولي في تاريخ النادي الكبير ( الكأس والدوري) ... ومن هذا المقال أنقل تحياتي للشخص المتواضع المتفاني في عمله السيد / سامح البنا مدرب اللياقة المصري في الفريق الأول للجزيرة الإمارتي

والمصريون في كل مكان يثبتون أنهم أصحاب إنجازات وبطولات إذا توافرت فيهم الإخلاص والرغبة في النجاح والأمكانيات المناسبة


مع تمنياتي المخلصة للجميع بالتوفيق والنجاح والتفوق .



بلقطة "إسلامية"..نجم ريال مدريد الجديد يخطف القلوب



على غرار فردريك كانوتيه، وسيدو كيتا، وغيرهم من اللاعبين المسلمين الذين كانوا سفراء فوق العادة للإسلام والمسلمين في الدوري الإسباني بأخلاقهم العالية، خطف النجم التركي نوري شاهين المنتقل حديثا إلى فريق ريال مدريد الإسباني قلوب جماهير النادي الملكي بعدما انتشرت صور أرشيفية له بمناسبة هذا الانتقال وهو يلتقط قطعة خبز من أرض الملعب في إحدى المباريات ويقبلها ويضعها على رأسه التزاما بأخلاقيات الإسلام وكما اعتاد أن يفعل كثير من المسلمين.

وتظهر مجموعة من الصورة المتتالية شاهين وهو يتوجه مسرعا ليلتقط قطعة الخبز التي ربما ألقاها الجماهير في إحدى مباريات فريقه السابق بروسيا دورتموند في الدوري الألماني على أرض الملعب ثم يقبلها ويضعها على رأسه قبل أن يخرجها خارج الملعب حتى لا يطأها اللاعبون بأقدامهم في التزام واضح منه بتعاليم دينه التي تحرص على احترام وصون النعمة سواء كانت طعاما أو شرابا.

وأكد نوري شاهين الذي ينتمي لعائلة مسلمة محافظة في حوار سابق أن حلمه تحقق بالانضمام لنادي ريال مدريد، وأنه كان يتمنى أن يلعب بجوار نجمه المفضل كريستيانو رونالد، بينما تتمنى الجماهير المسلمة أن يحافظ اللاعب على أخلاق الإسلام في عالم النجومية الصاخب بين لاعبين غارقين في ملذات الحياة.

وقد نظم نادي بوروسيا دورتموند الألماني مؤخرا وداعا حارا لشاهين، وخصص أكثر من 80 ألف متفرج احتشدوا للاحتفال بلقب الدوري الألماني "البوندسليجا" الذي ضمنه الفريق قبل عدة جولات من نهاية البطولة، تحية خاصة لنجمهم الكبير "22 عاما" قبل بداية آخر مباريات الفريق في الدوري أمام آينتراخت فرانكفورت.

واستطاع عدد من اللاعبين المسلمين في أوروبا التمسك بأخلاقيات ومبادئ دينهم رغم أجواء المغريات المنتشرة.

علي سبيل المثال لا الحصر فقد رفض المالي فدريك كانوتيك لاعب نادي إشبيلية، ارتداء قميص ناديه الذي عليه اسم إحدى شركات المراهنات، وفي عام سنة 2007 دفع كانوتي أكثر من 700 ألف دولار أمريكي (حوالي يقارب راتبه السنوي) من أجل منع إزالة مسجد في مدينة إشبيلية.

وهناك أيضا سيدو كيتا لاعب نادي برشلونة الإسباني الذي رفض الانضمام لنادي ريال مدريد بعد أن اكتشف عقده مع النادي الملكي يحتم عليه الدعاية والتصوير لشركة ألمانية لها استثمارات كبرى مع العديد من شركات الخمور في أوروبا .

وهناك أيضا اللاعب الألماني من أصل تركي مسعود أوزيل الذي يقوم بعمل " مقرئة" مع أصدقائه من اللاعبين المسلمين قبيل المباراة.

وأيضا سامي خضيرة الذي قال إنه في يوم الراحة يصوم لله تطوعا ..ومروان الشماخ (أرسنال الإنجليزي) الذي رفض الذهاب مع ناديه الفرنسي السابق (بوردو) إلي إسرائيل.


المصدر: أون إسلام


02 February, 2011

جــمـعـة الغضب



الحوامدية- الجيزة 28 يناير 2011


استيقظت ولم يكن في ذهني غير أن هذه الجمعة كغيرها ولكن كانت البداية غير مبشرة إطلاقا حيث استمر مسلسل قطع خدمة الأنترنت علي جميع أنحاء البلاد وكذلك بعد الساعة التاسعة صباحا بتوقيت القاهرة تم استهداف شبكات المحمول الثلاثة كليا هنا وأصبحنا خارج العالم !!

ذهبت لأداء صلاة الجمعة في أكبر مساجد المدينة مسجد "الشيخ محمد أحمد" وكان العدد هناك كبيرا كالمعتاد وتولي مسئول الأوقاف الخطبة وكما هوا متوقع بآداء سياسي ركيك حيث ذكر أن المسلم هو ذلك المسالم الذي لا يتفاعل مع دعوات التخريب وأن لعنة الله علي من يقطع طرقات الناس وأنه لا ينبغي التحرك إلا من تحت لواء علماء الأمة أو كما يحلي لي أن اسميهم علماء السلطة وتلي الاية التي فيما معناها أنه إذا جاءنا أمر من الأمن أو الخوف اذاعوه (نحن) ولوا إذا أرجعناه إلي المرجعيات الدينية وإلي أولي الأمر لعلمه الذي يستنبطونه ، وفي رأي لقد أساء استخدام الاية الكريمة وبدا الحضور وكأنه ساخط كليا علي شيخ الحكومة ووصل السخط مداه عندما دعا للطغاة قائلا اللهم أعن رئيس جمهوريتنا وارزقه البطانة الصالحة، ومن الواضح أن دعواته في ذلك المجال لم ترتفع فوق رأسه مطلقا ، وهما الناس أن يغادروا المسجد بعد تلك الخطبة الغراء ولكن يأبا البعض حيث تكلم شخص في وسط المسجد بعد أنتهاء الخطبة بأقل من دقيقة بأننا إذا لم نتحرك اليوم فلن نتحرك أبدأ وأنه كان مشارك في تظاهرات يوم الثلاثاء الماضي في ميدان التحرير وكيف أنها كانت تظاهرة سلمية ومتحضرة ضد الفساد والقمع والظلم وبدأ الناس يستمعون وهنا تدخل خطيب السلطة وعنف الرجل وقال له أخرج خارج المسجد وتحدث ولكن بأسلوب غليظ نوعا ما وهنا تعالت الأصوات في المسجد وحصل الهرج والمرج وكأن هناك البعض الذي يحاول أن يمنع الناس من الإحتكاك مع خطيب المسجد وسٌمعت الهتافات العالية من بعض الفتية والشباب من داخل المسجد حيث رددت شعارات ألهبت حماس الجماهير وكسرت حاجز الصمت !!

" يسقط حسني مبارك، يسقط حسني مبارك" ، حقيقة لم أدري ماذا سيحدث أو ماذا بعد؟

قبل خروجي شاءت الأقدار أن أشاهد مجموعة من أصدقاءي وكانوا هم آيضا يردون الخروج والتعبير عن رفض القهر والظلم والتخلف وذلك حيث أدعي أننا كمواطنون من الطبقة الوسطي المتعلمة نري الحال لا يرَدي عدو فما بالك بالصديق !!

في شارع الجمهورية وأمام أبواب المسجد الكبير تعالت الصيحات وتجمع الشباب وكأنني أري مظاهرات التحرير ولكن في مدينة الحوامدية الباسلة آيضا ، أنطلقت الحشود من أمام المسجد وتعالي الصياح المشهور :"الشعب يريد أسقاط النظام" ، "يسقط يسقط حسني أمبارك." ورأيت الناس في بيوتهم ينظرون من الشرفات وكأنهم غير مصدقين أن هذا يحدث أمامهم علي أرض الواقع ، قابلت صديق لي كأن يود الذهاب إلي الجيزة وبالتحديد مسجد الاستقامة حيث سيكون هناك المعارض محمد البرادعي ولكن لم يجد اي وسيلة مواصلات مطلقا وذلك شئ مستغرب لأننا من أكثر مدن جنوب الجيزة من حيث وفرة وسائل المواصلات المختلفة !!






المسيرة

غالبا دار في ذهننا أننا كجموع متجهيين إلي قسم شرطة الحوامدية وذلك لخط السير الذي بدأ من وسط شارع الجمهورية ثم اتجه شرقا إلي شارع الصحافة وبدأ يكتسب مؤيديين جدد ثم بدأ المسير الكبير بعدد ربما يصل إلي أكثر من ألفين مواطن كلهم متجهين صعودا ناحية كوبري الحوامدية القديم ومن كل مخارج الكوبري بل استثناء تجمعت الشبيبة أمام القسم بأعداد غفيرة جدا وتعالت اصوات المظاهرة بصورت مسموع لمسافات بعيدة تقول : "الشعب يريد إسقاط النظام ، الشعب يريد إسقاط النظام."




كانت هناك عربتان من قوات الأمن المركزي ولكن كل أفرادها كانوا بداخلهما باستثناء فرديين او أكثر ربما كشكل لحماية الناقلتين. لم تكن هناك قوات كبيرة كالتي كنا نعتاد مشاهدتها في مناسبات آخري كأنتخابات مجلسي الشعب والشوري ، فسر البعض ذلك بأن اهتمام الأمن ينصب بالدرجة الأولي علي الجيزة والبرادعي الذي يصلي هناك.

آيضا سمعنا من البعض عن خروج أهالي مدينة ابو النمرس المجاورة بأعداد كبيرة آيضا قاطعيين الطريق السريع هناك .

كان الأمن مسالم جدا علي غير المعتاد بل وطالب المتظاهرون آيضا كل المجنديين وأفراد أمن قسم الشرطة بالانضمام إلي المظاهرة قائليين :" يا عسكري قول الحق ، يا عسكري أنتا مصري ولا لا؟؟ ."

كان المتظاهرون يتجهون شرقا ناحية مركز أمن الدولة بالحوامدية ولكن تأجل ذلك بعض الوقت حيث تحركت الحشود وقطعت الطريق السريع وهي تهتف وكذلك الحشود بأعلي الكوبري هتافت فردية وعشوائية غالبا ،لكن يشفع لهم عدم الاعتياد علي الخروج لمظاهرات تطالب برحيل رأس النظام الحاكم أي الرئيس الحالي حسني مبارك من قبل كثيرا ؟!


طلب رجال الأمن وبعض الرجال الحكماء ضرورة ترك الموقع الحالي والتوجه إلي مكان آخر وهو ما نوهت له من قبل ،أقصد مركز أمن الدولة وتحركت الحشود وعسكر القسم بداية من الجندي العادة إلي أعلي رتبة وكانت عقيد شرطة يمشون خلفنا يراقبون ويتهامسون لا أكثر، والناس من النوافذ والشرفات ينظرون وأغلبهم يسجل اللحظات النادرة علي جوالتهم وآخرون فقط يشاهدون ومن صدمة الموقف ربما لا يتكلمون ببنت شفاة!!


بعد فترة ليست كبيرة من الوقت تجمهرت الجموع أمام مركز أمن الدولة الشهير تهتف ضد الحكومة وضد الرئيس مبارك ولأن المساحة كانت هناك ليست مفتوحة فقد ظهر الحجم الكبير بل الضخم للمتظاهريين والمتابعيين في تلك البقعة الصغيرة من المدينة.


لم يتفاعل أفراد أمن الدولة ربما لأنها مظاهرة سلمية فتحركت المسيرات إلي مدخل مدينة الحوامدية وبالتحديد العزبة الغربية عن طريق شارع شركة السكر الكبير وعند مدخل المدينة كان هناك التجمع الحاشد الذي لم يتجه في البداية إلي داخل المدينة بل أتجه صوب الكباري التي تعبر بك أعلي الحوامدية وتربط القادمين ذهابا من الجيزة والمنيب إلي مدن جنوب الجيزة التي تلينا وآيضا الكوبري الآخر آيابا. بدا الكوبري ولأول مرة بعد تشغيله كأنه في حالة حرب حيث لا سيارة تستطيع العبور من فوقه بل كانت هناك سيارات كانت قد قطعت شوطا ولم يدري سائقوها بالأحداث إلا بعد منتصف الكوبري لم يكن أمامهم سوي الرجوع بسيارتهم بعيدا عن الحشود ، يُقال أن بعض مثيري الشغب رشقت القيادات الأمنية أسفل الكوبري بالحجارة ولكني كنت في طرف بعيد نسبيا فلم أشهد ذالك بأم عيني ، بعد قليل حاول الأمن تهدأت الجموع وتسير الحركة المتوقفة بسبب تعطيل وشل الكباري وتم ذلك بعد فترة ليست طويلة .

رأيت الجموع تتحرك باتجاه داخل المدينة بعد ترك مكانها السابق فوق الكباري ولكن تعذر علي الوصول إليها وغادرت مع المجموعة التي كانت معي منذ الخروج الكبير من المسجد أغلب الوقت إلا من بعد الأوقات التي شهدت تحركات فجائية من المتجمهريين.

هنا تنتهي المشاهدات التي رأيتها وأعود إلي منزلي وكانت غالبا الساعة الثالثة والنصف مساءاً ولم يكن أحد يعلم أي شئ أو أينما كنت بعد صلاة الجمعة نظرا لاستمرار انقطاع خدمات المحمول ، كان يوم سياسيا طويلا حيث استمر الجميع هنا بمشاهدة الأحداث علي قنوات الجزيرة والجزيرة مباشر (التي تغير ترددها حينها) والعربية والبي بي سي والمستقلة وآيضا الفضائية المصرية التي لم يكن لديها أي شئ تقدمه سوي أن الأمور مستقرة والأحوال علي أفضل نحو أمنيا ولكن لاحقا اكتشفنا أن جهاز الأعلام الحكومي يكرر أخطاء نكسة 67 !!!


أكد لي أكثر من مصدر أن قسم الحوامدية وآيضا مقر الحزب الوطني ومجلس المدينة ومصلحة الجوازات ومكتب البريد بل وحتي منشاءات مدرسة الحوامدية الثانوية للبنات تم تدميرها ونهب كل ما فيها من قبل مجموعة من المخربيين وأرباب السجون واللصوص !!!!

وهذا شئ قد أغضبني حيث تحولت المسيرات السلمية إلي مصادمات وأعمال تخريب من قبل بعض الحثالة ، تلك الأعمال الغير مقبولة من الشباب الحر المثقف هنا وليست مقبولة مني أنا آيضا. لا ندري من أحرق هذه المنشاءات هل هي مجموعات غاضبة قد وقع عليها الكثير من ظلم الجهاز الأمني من قبل ،وفي ذلك التوقيت هل تريد الأنتقام أم هي ايدي عابثة مخربة فقط تريد تقليد الحرائق الكثيرة التي شهدتها القاهرة وغيرها !!


كان يوم طويل، فقط التلفاز هو ما يربطنا بالعالم الخارجي بعد قطع الإتصالات التي ربما كانت ستكون عامل أمني قوي جدا في التواصل ليس فقط بين النظام الأمني المدمر أو المهمش عمدا أو جبرا والذي يتواصل فيما بينه علي أمواج اللاسلكي بل ايضا تواصل بين المدنيين من الموطنيين الذي تعرضوا لأعمال سلب ونهب من قبل بعض ضعاف النفوس والحثالة والمجرميين وربما أذيال النظام !!!

فقط عند العاشرة تقريبا صباح سبت اليوم استطعت أن أري مؤشر الشبكة يستفيق بعد غفوة طويلة استمرت أكثر من أربع وعشرين ساعة .



آيضا خدمة الأنترنت ما زالت غابة حتي لحظة كتابة هذا المقال !!!


في النهاية ليس لي أن اقول سوي : " لك الله يا مــــصـــر" .



مهندس/ محمد حامد حامد
29 يناير 2011 , 12:52 مساءأ


13 December, 2010

الــطـريــق إلــي الــجنـــة ( نقلا عن أختي أمينة الجزائرية.)


فى كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشر سنه من شأنه أن يخرج في بلدتهم فى احدى ضواحي أمستردام ويوزع على الناس كتيب صغير بعنوان "طريقا إلى الجنة" وغيرها من المطبوعات الإسلاميه.وفى أحد الأيام بعد ظهر الجمعة، جاء الوقت للإمام وابنه للنزول الى الشوارع لتوزيع الكتيبات، وكان الجو باردا جدا في الخارج، فضلا عن هطول الامطار.الصبي ارتدى كثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد، وقال : حسنا يا أبي ، أنا مستعد!سأله والده ، مستعد لماذا؟قال الأبن يا أبي ، لقد حان الوقت لكى نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية.أجابه أبوه ، الطقس شديد البرودة في الخارج وانها تمطر بغزاره.أدهش الصبى أبوه بالأجابه وقال ، ولكن يا أبى لا يزال هناك ناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطرأجاب الأب ، ولكننى لن أخرج فى هذا الطقس.قال الصبى ، هل يمكن يا أبى ، أن أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات ؟؟تردد والده للحظة ثم قال: يمكنك الذهاب، وأعطاه بعض الكتباتقال الصبى شكرا يا أبي! ورغم أن عمر هذا الصبى أحدى عشر عاماً فقط إلا أنه مشى فى شوارع المدينه فى هذا الطقس البارد والممطر لكى يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الأسلاميه.بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد الماره فى الشارع لكى يعطيه له، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما. ثم إستدار إلى الرصيف المقابل لكى يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.ودق جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب..ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا ، ولكن لا زال لا أحد يجيب ، وأراد أن يرحل ، ولكن شيئا ما يمنعه.مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوه وهو لا يعلم مالذى جعله ينتظر كل هذا الوقت ، وظل يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء.وكانت تقف عند الباب إمرأه كبيره فى السن ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له، ماذا أستطيع أن أفعل لك يابنى. قال لها الصبى الصغير ونظر لها بعينان متألقتان وعلى وجهه إبتسامه أضائت لها العالم: سيدتي ، أنا آسف إذا كنت أزعجتك ، ولكن فقط اريد ان اقول لكى ان الله يحبك حقيقى ويعتني بك وجئت لكى أعطيكى آخر كتيب معى والذى سوف يخبرك كل شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه.وأعطاها الكتيب وأراد الأنصراف فقالت له: شكرا لك يا بني، وحياك الله!

في الأسبوع القادم بعد صلاة جمعة ، وكان الإمام يعطى محاضره ، وعندما أنتهى منها وسأل : هل لدى أي شخص سؤال أو يريد أن يقول شيئا؟ببطء ، وفي الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول:لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم أتى إلى هنا من قبل، وقبل الجمعه الماضيه لم أكن مسلمه ولم فكر أن أكون كذلك. وقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركنى وحيده تماما في هذا العالم.. ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارد جداً وكانت تمطر ، وقد قررت أن أنتحر لأننى لم يبقى لدى أى أمل فى الحياة. لذا أحضرت حبل وكرسى وصعدت إلى الغرفه العلويه فى بيتى، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً فى أحدى عوارض السقف الخشبيه ووقفت فوق الكرسى وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقى، وقد كنت وحيده ويملؤنى الحزن وكنت على وشك أن أقفز. وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي ، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل. أنتظرت ثم إنتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد. قلت لنفسي مرة أخرى ، من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابى ولا يأتي أحد ليراني . رفعت الحبل من حول رقبتى وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدق الجرس والباب بصوت عالى وبكل هذا الأصرار. عندما فتحت الباب لم أصدق عينى فقد كان صبى صغير وعيناه تتألقان وعلى وجهه إبتسامه ملائكيه لم أر مثلها من قبل ، حقيى لا يمكننى أن أصفها لكم الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ثم قفز إلى الحياة مره أخرى ، وقال لى بصوت ملائكى ، سيدتي ، لقد أتيت الأن لكى أقول لكى ان الله يحبك حقيقة ويعتني بك! ثم أعطانى هذا الكتيب الذى أحمله "الطريق إلى الجنه" وكما أتانى هذا الملاك الصغير فجأه أختفى مره أخرى وذهب من خلال البرد والمطر ، وأنا أغلقت بابي وبتأنى شديد قمت بقراءة كل كلمة فى هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي. لأننى لن أحتاج إلى أي منهم بعد الأن. ترون؟ أنا الآن سعيده جداً لأننى تعرفت إلى الأله الواحد الحقيقى. ولأن عنوان هذا المركز الأسلامى مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت الى هنا بنفسى لاقول لكم الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جائنى في الوقت المناسب تماما ، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم. لم تكن هناك عين لا تدمع فى المسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر.....الإمام الأب نزل من على المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس أبنه هذا الملاك الصغير....وأحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش فى البكاء أمام الناس دون تحفظ. ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بأبنه مثل هذا الأب. (: