02 September, 2012

بالصور.. فضيحة.. المسلم..و..العارية.. لهذا السبب! -منقول-


بالصور.. فضيحة.. المسلم..و..العارية.. لهذا السبب!






أهلا بك في عالم محركات البحث.. ومواقع تجميع الأخبار.. أهلا بك في عالم "الكي ووردز".

آه نسيت أن أقول لك ألف مبروك.. لقد تعرضت لعملية نصب كالعادة.. لا تخشى شيئا فأنت معتاد على هذا ومع ذلك تكرر الدخول على هذه الكلمات المفتاحية الساذجة التي تحوي بداخلها "لاشيء كبير"، ولكن لا تخف أنت الآن ربحت معنا درس في عالم الإنترنت.. لن تجد صورا ولا فضيحة وليس هناك مسلما، ولا سببا.. فقط هو درس تقني ضعه في رأسك.. وتفهمه.. فسيفيدك كثيرا، وسيفيدنا أيضا.. وشكرا مقدما على السباب في التعليقات..

إذا دخلت على مواقع تجميع الأخبار مثل مواقع أخبارك ومصر نيوز فستجد المواقع العارضة لديهم يضعون من نوعية هذه الأخبار العشرات، أتكلم هنا عن الرياضة فليس شأني ما هو غير الرياضة ولا يعنيني رغم أن به مئات من مثل هذه النوعية..

البداية أن مواقع الإنترنت جميعا تعمل بطريقة جمع الزوار، فكلما دخل عدد زوار أكبر وزاد عدد مرات التصفح، ارتفع سعر الإعلانات فيها، وأصبح بيع الإعلانات أكثر سهولة، والإعلانات هي مصدر الرزق الوحيد لمواقع الإنترنت.. فموقع الإنترنت الدخول عليه مجاني، والمكسب الوحيد له يأتي من الإعلانات..ولذلك تسعى المواقع والمسؤولين عن التسويق فيها لحصد أكبر عدد من زوار الإنترنت بكل الطرق..ومن ضمن الطرق الكلمات المفتاحية "كي ووردز".

ولأن الشعب العربي إسلامه بيوجعه فكلمة "المسلم" من أكثر الكلمات المفتاحية فاعلية وتأثيرا، تكتب المسلم فلان يفعل أي شيء حتى لو يأكل خسا، على رأي الفنان أحمد مكي، تجد عدد الزوار يتضاعف، سواء من محركات البحث أو مواقع تجميع الأخبار.

وللعجب والدهشة، والقشعريرة، فكلمات عاهرة، وعارية، وفضيحة، تؤدي نفس الوظيفة بقوة، يعني في الوقت الذي يتصفح المتصفح ويبحث عن المسلم، يبحث أيضا عن العارية والعاهرة، ويا حبذا لو كان العنوان فيه بالصور، ولو اقترنت الكلمات المفتاحية كلها مع بعضها البعض مثلما وضعت في العنوان صار "فخفخينا" معتبرة، الكل يسعى خلفها ويقرأها ويفتحها..

أما سياسة لهذا السبب.. فهي معروفة.. وليس لها علاقة بمحركات البحث ولكنها ترتبط بمواقع تجميع الأخبار، وموقع استاد الأهلي على سبيل المثال، 80% من أخباره "لهذا السبب" فالقارئ العربي كسول بطبعه بخيل بالسليقة، عندما يعرف المعلومة من العنوان لا يفكر أبدا بفتح الخبر، على سبيل المثال لو قلنا "استبعاد شيكابالا من مباراة بني ياس للإصابة" سيكون عدد القراء لا يتجاوز نسبته 10% من عدد القراء الذين سيأتون لو كتبنا "مفاجأة..استبعاد شيكابالا.. لهذا السبب!!".

كل مواقع الإنترنت تفعلها من منطلق "الزبون عاوز كدة"، الكلمات المفتاحية أصبحت لغة العصر الحديث، فلا قيمة الخبر تعني القارئ، ولا جودة الكتابة تشغل باله، هو فقط يريد أي حاجة في سندوتش.. ومواقع الإنترنت تقدم له الأي حاجة التي يريدها  والسندوتش هنا هي الكلمات المفتاحية، وهو لا يتعظ ويكرر دخوله على الكلمات المفتاحية، رغم أنه في كل مرة يسب الموقع الذي دخل عليه، ويقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يدخل هذا الموقع مجددا، ولكنه يدخل مجددا عندما يرى كلماته المفضلة.. مسلم عارية فضيحة.. جنسية.. أو صحافة لهذا السبب!!

نحن معذورون عزيزي القارئ لسنا الجناة.. بل أنت الجاني، نحن جميعا كمواقع إنترنت نخدمك أنت ونقدم لك ما تريده نطلب منك الرضا كي ترضى، وأنت تريد هذه الكلمات الساذجة، هي التي تحرك فيك الرغبة، هي التي تستثيرك لفتح الموقع والدخول عليه، توقف أنت عن الاهتمام بالكلمات المفتاحية ولن تجدها، فالإنترنت تفاعلي رغباتك هي الأساس.. وأنت الهدف، وما تريده يعرفه مديرو المواقع من خلال الإحصائيات والتحليلات الرقمية، فيقدمون لك رغباتك أنت.. فتسبهم.. ثم لا تغير عاداتك، ولا تتعظ..!!!!


للكاتب/ زياد فؤاد



No comments:

Post a Comment