06 December, 2011

لغز مشفر على "الإنترنت" يؤهلك لتكون "جاسوسا"



كانت وكالات التجسس في الماضي، أيام العمل الاستخباراتي السري، تحب أن تجند عملاءها من الجواسيس من الكليات العريقة، مثل أكسفورد وكمبردج، حتى لو كان ذلك سيجلب لهم بعضا من أشهر الخونة خلال القرن الـ20، مثل كيم فيلبي، وغيره من جواسيس كمبردج، الذين سلموا أسرار القنبلة الذرية إلى الاتحاد السوفياتي في الأربعينات والخمسينات قبل انشقاقهم وهروبهم إلى موسكو.


لكن صائدي الجواسيس في عصر الإنترنت الحالي اضطروا للجوء للوسائل الرقمية الديمقراطية والشعبية بشكل صريح، كما يحب القدامى منهم أن يصفوها. وقد أحدثت وسيلتهم الأخيرة ضجة كبيرة على شبكة الإنترنت، مثيرة سيلا من الدردشة بين من يسمون أنفسهم بقراصنة الإنترنت.. وهي عبارة عن لغز مشفر تم وضعه على شبكة الإنترنت مع وعد أن يتم تجنيد من يقوم بحله قبل 11 ديسمبر (كانون الأول)، وهي المدة المحددة للمسابقة، كجاسوس في أسرع وقت.

وقد نجح 50 شخصا، على الأقل، في حل اللغز منذ نشره بشكل خفي في الشهر الماضي، وفقا لما ذكره مستخدمو المواقع الإلكترونية، مثل «تويتر» و«فيس بوك»، وعشرات المواقع الأخرى. ويبدو اللغز محيرا بالنسبة لأغلب الناس، باستثناء المتمرسين في مجال التشفير؛ حيث إنه عبارة عن شاشة مستطيلة تحتوي على 160 حرفا ورقما مجمعة في شكل أزواج ذات لون أزرق على خلفية سوداء، ومكتوب أسفل هذا المستطيل عبارة «هل تستطيع حل هذا اللغز؟»، وتوجد أسفل ذلك ساعة رقمية تقوم بحساب الثواني والدقائق المتبقية حتى الموعد المحدد لانتهاء المسابقة.

ويعد «مركز الاتصالات الحكومية» الذي قام بنشر اللغز (الموجود على العنوان الآتي: www.canyoucrackit.co.uk)، واحدا من أقدم المراكز الاستخباراتية البريطانية، بالإضافة إلى كونه من أنجح منظمات التنصت على مستوى العالم، وفقا لما يقوله خبراء التجسس، ويشبه شكل المبنى الدائري الذي يوجد فيه شكل الكعكة المحلاة، وهو محاط بمجموعة من الأطباق اللاقطة الضخمة؛ حيث يقع في الحدائق الموجودة قرب بلدة شلتنهام، التي تقع على بعد 120 كيلومترا إلى الغرب من مدينة لندن.

ويستطيع «مركز الاتصالات الحكومية»؛ نظرا للمساعدة الطيبة التي يحصل عليها من نظيره الأميركي، وكالة الأمن القومي الأميركية، الذي يتيح له الوصول إلى كم كبير من البيانات التي يتم تنزيلها عبر شبكة واسعة الانتشار من أقمار التجسس الأميركية، التنصت على المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وأجهزة الكومبيوتر في أي مكان تقريبا في العالم؛ حيث لعب المركز دورا مهما في كشف بعض كبريات المؤامرات الإرهابية ضد الغرب في السنوات الأخيرة، من خلال خبراء اللغة العاملين فيه، الذين يتحدثون جميع اللغات تقريبا، بدءا من الأمهرية وانتهاء بالكازاخية، إلى جانب 70 لغة أخرى.

وبمجرد أن ينجح المرء في فك شفرة اللغز الخاص بالمركز، الموجودة على شبكة الإنترنت، تظهر رسالة مخفية في شكل كلمة سر، من خلال عملية يطلق عليها الخبراء اسم التعمية بالإخفاء؛ حيث يتم إرشاد أولئك الذين ينجحون في إدخال كلمة السر الصحيحة إلى عنوان ويب معين، ليجدوا في استقبالهم هناك رسالة تهنئة تحمل توقيع مجموعة تطلق على نفسها اسم «اختصاصيي الأمن السيبراني»، وهي وحدة شُكلت حديثا داخل المركز البريطاني، مسؤولة عن مكافحة عمليات التجسس السيبراني، وهو التهديد الذي يدرجه المسؤولون البريطانيون جنبا إلى جنب مع الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات وتهريب الأسلحة، بصفته من أكبر التهديدات التي يتعرض لها الأمن الوطني البريطاني.

ويقول نص رسالة التهنئة: «إذن فقد نجحت في فك الشفرة؟ لننتقل الآن إلى سؤال أكثر أهمية، وهو: هل يمكنك استخدام مهاراتك وبراعتك في مكافحة الإرهاب والتهديدات السيبرانية؟ حيث إنك عندما تصبح واحدا من خبرائنا، فإنك سوف تساعد على حماية أمن أمتنا والحفاظ على حياة الآلاف من الناس»، لتتم بعد ذلك دعوة الراغبين إلى تقديم طلب رسمي للحصول على وظيفة، ويستتبع ذلك إجراء مقابلات خاصة بعدد من الوظائف التي ستكون متاحة في الربيع المقبل والتي يبلغ عددها الإجمالي 35 وظيفة.

وقد لاحظ بعض المتشككين، الذين يعتقدون أنه لا يوجد شيء مبتكر بشكل خاص في عالم الجاسوسية الجديد باستثناء وسائل التكنولوجيا الحديثة، أن تقنيات التجنيد التي كانت تستخدمها وكالة فك الشفرات إبان فترة الحرب العالمية الثانية، وهي الوكالة التي يعد «مركز الاتصالات الحكومية» سلفا لها، كانت تشمل قيام المرشحين، الذين كان الكثير منهم من جامعتي أكسفورد وكمبردج، بحل مجموعة من ألغاز الكلمات المتقاطعة المشفرة، بينما نبذ متشككون آخرون اللغز الموجود حاليا على شبكة الإنترنت باعتباره شديد السهولة. 



وقد كتب أحد المولعين بالفضاء الإلكتروني، ويدعى ديف نيل، على أحد مواقع الويب (theinquirer.net)، أنه نبذ اللغز لكونه «ليس مثيرا، وليس مصنوعا باحترافية كما كان ينبغي أن يكون»، مشيرا إلى أنه هو وغيره من العاملين معه في موقع الويب قد سألوا «مركز الاتصالات الحكومية» إذا كان الأمر لا يعدو كونه «مجرد خدعة».

وقد أصر المركز الاستخباراتي على أن الأمر ليس كذلك؛ حيث وصف متحدث باسم المركز اللغز بأنه يعد بمثابة استمرار للطرق غير العادية التي استخدمها المركز لتجنيد العملاء المحتملين في عصر الكومبيوتر، الذين قد يتعذر الوصول إليهم بالطرق التقليدية، التي تتضمن الإعلانات الحصيفة في المجلات والصحف الراقية؛ حيث تتضمن التكتيكات الجديدة نشر مقاطع فيديو ومعلومات حول المركز، يمكن تنزيلها بسهولة من على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى وضع الألغاز السيبرانية في ألعاب الفيديو الشهيرة، مثل «كال أوف ديوتي» و«أسانس كريد».

وقال المتحدث باسم المركز لصحيفة «ديلي تليغراف»: «تعد مهارات فك الشفرات شيئا أساسيا في تقييم المرشحين لتحديد أفضلهم، الذين سيقومون بدعم رسالة (مركز الاتصالات الحكومية) في حربه ضد التهديدات السيبرانية. والجمهور الذي نستهدفه لا ينجذب عادة إلى أساليب الدعاية التقليدية. وعلى الرغم من أن مهاراتهم قد تكون ملائمة بشكل مثالي لعملنا، فإنهم قد لا يفهمون كيف يمكن تطبيقها في بيئة العمل».

وقد أشار الكثير من خبراء الكومبيوتر، الذين يكتبون في الصحف البريطانية ومواقع الإنترنت، إلى أن اللغز الذي وضعه المركز الاستخباراتي كان يشير، ضمنيا على الأقل، إلى رغبة المركز في تجنيد مجموعة من قراصنة الإنترنت المحترفين، وهي الفئة التي ساءت سمعتها في الآونة الأخيرة جرَّاء الآثار السلبية التي خلفتها الفضيحة التي تخيم على إمبراطورية روبرت مردوخ الصحيفة.

وقد ذكر المركز، في معرض سرده للمؤهلات التي ينبغي أن تتوافر لدى المجندين، أنه سيقبل فقط المواطنين البريطانيين، وأنه سيستبعد أي شخص يكون قد شارك في عملية قرصنة غير مشروعة، لكن بعض المواصفات الأخرى التي وضعها المركز تشير إلى أنه قد لا يتجاهل المرشحين الذين قد تكون بعض أعمالهم تتجاوز القانون؛ حيث إنه في الوقت الذي ذكر فيه المركز أنه يبحث عن «أناس طيبين» لديهم شعور قوي بالعدالة والإنصاف، فإنه شدد أيضا على أهمية وجود روح المغامرة لديهم.

وذكر المركز، في موقعه على الإنترنت: «في لعبة الجاسوسية حيث لا يعمل خصومنا وفق قواعد معروفة أو يقفون عند حدود معينة، فإنه يتوجب علينا استكشاف كل الاحتمالات الممكنة واختراع ما يبدو مستحيلا».

وقد كان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من ضمن الشخصيات التي مارست ضغوطا على الوكالة لرفع مستواها؛ حيث لاحظت حكومته عدم قدرة «مركز الاتصالات الحكومية» في الماضي على توظيف واستبقاء «كادر مناسب من الاختصاصيين في شبكة الإنترنت»، وأن السبب في ذلك يعود جزئيا إلى ضعف الرواتب المبدئية التي يمنحها - والتي تبلغ نحو 48000 دولار في المتوسط، وهو ما يعد أقل بكثير مما تمنحه الشركات الخاصة للأشخاص الذين يتمتعون بنفس تلك المهارات – مما يجعله غير قادر على المنافسة. وقد قال ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، في الآونة الأخيرة: إن أنظمة الكومبيوتر الحكومية تتعرض لنحو 600 هجمة يوميا تستهدف اختراقها.

لكن إذا قمنا بتقييم الأمر من خلال حجم الاستجابة للغز الذي وضعه مركز التجسس الحكومي، سنكتشف أن الحكومة تواجه مهمة شاقة، وذلك يعود جزئيا لأن مجتمع قراصنة الإنترنت يعتبر الحكومة نفسها كيانا غير جذاب، إن لم يكن يعتبرها عدوا؛ حيث كتب أحد قراصنة الإنترنت، ويدعى عدي، تعليقا على موقع الويب الخاص بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يقول فيه: «فلتستمروا في توظيف الحمقى من الطبقة العليا الذين يدرسون في جامعتي أكسفورد وكمبردج»، مضيفا أن قراصنة الإنترنت الذين يعرفون بـ«الهواة» يعرفون جيدا أن «الحكومات ليست هي الجهات التي يرغبون في العمل معها».

وقد علق شخص آخر، ملخصا مشكلة الحكومة – التي ترغب في العثور على مجموعة من قراصنة الإنترنت لتكافح بهم قراصنة الإنترنت الآخرين - بقوله: «فلتقوموا بتجنيد غاري ماكينون»، في إشارة إلى أحد قراصنة الإنترنت الاسكوتلنديين المتهم باختراق ما يقرب من 100 شبكة من شبكات الحاسوب الخاصة بالبنتاغون منذ عقد من الزمان. وهو يقاوم حاليا محاولات تسليمه إلى الولايات المتحدة لقيامه بما يصفه المسؤولون الأميركيون بأنه «أكبر اختراق لأنظمة الكومبيوتر العسكرية في كل العصور».

Google تطلق خدمة البحث الصوتي باللغة العربية عبر تطبيقها للـ iOS


 
Google تطلق خدمة البحث الصوتي باللغة العربية عبر تطبيقها للـ iOS
Published on عالم آبل | shared via feedly

IMG 0005 Google تطلق خدمة البحث الصوتي باللغة العربية عبر تطبيقها للـ iOS

أعلنت Google اليوم عن إطلاق خدمة البحث الصوتي باللغة العربية لمستخدمي آيفون وآيباد (وأندرويد). النظام يتعرف على اللهجات الخليجية والشامية والمصرية، وتقول جوجل أنها جمعت أكثر من مليون عبارة منطوقة باللغة العربية لتدريب النظام.

للتجربة قم بتثبيت تطبيق Google Search على الآيفون أو الآيباد وحدد اللغة والدولة من لوحة الإعدادات ثم استخدم البحث الصوتي من الشاشة الرئيسية للتطبيق.

مواضيع مشابهة: